قمنا في إتحاد الجمعيات الإنسانية إدَّف بتنظيم حملة "شارك أخاك أضحيتك" في عيد أضحى عام 2018، فاستلمنا وكالة ذبح الأضاحي من المتبرعين، وانطلقنا نقول "شارك أخاك"، ووزعنا 45 ألف حصة أضحية على مليوني شخص من إخواننا المحتاجين في 106 منطقة و33 دولة في أفريقيا وآسيا والبلقان، وتوسطت بركة الأضاحي موائدهم.
قمنا بإرسال رسالة قصيرة إلى المتبرع الكريم نخبره بمكان ذبح أضحيته. كما تمكن المتبرع من التعرف على مكان ذبح أضحيته من خلال موقعنا على الويب www.iddef.org
الأمر الوحيد الذي ينمو مع المشاركة هو الحب والفرح. المشاركة تنسج الروابط بين القلوب، وتعزز أواصر التقارب. ونحن بدورنا حملنا في هذا العيد، وكما هو الحال منذ 9 سنوات، الأمانات التي حمَّلنا إياها إخواننا المتبرعون وانطلقنا تحت شعار "شارك أخاك أضحيتك"، وقطعنا آلاف الكيلومترات، ووصلنا نحن 600 مكلف من إدَّف إلى البلدان التي توجهنا إليها في كافة أنحاء العالم، ممتطين الدراجات النارية أحياناً للوصول إلى إخواننا المسلمين في المناطق النائية، هدفنا الوحيد هو إيصال الأمانة التي حملناها إلى مستحقيها بعناية وسلام. أبلغناهم تحياتكم بدايةً، وأدينا صلاة العيد جنباً إلى جنب، ثم ذبحنا الأضاحي ووزعنا لحومها، وسلمنا الأمانة التي حملتنا إياها الأمة إلى أصحاب الحاجة الحقيقيين الذين تم تحديدهم فرداً فرداً من قبل. كما قمنا بتوزيع السكاكر والبالونات والألعاب هدية للأطفال في تلك المناطق.
تحدث المدير التنفيذي لإدَّف محمد طوران حول تنظيم مشروع الأضاحي فقال: "انطلقت فرقنا إلى البلدان والمناطق قبل 3-4 أيام من حلول عيد الاضحى، وبفضل الجهود المتميزة التي بذلها فرقنا في الميادين، قمنا بتنفيذ هذا المشروع المهم الكبير بعد التنظيم والتخطيط المسبق له. لم يتوقف نشاطنا في هذه الجغرافية المقهورة والمظلومة عند ذبح الأضاحي فقط، بل قمنا بتوزيع الهدايا أيضاً، وعشنا فرحة تمثيل وتسليم الأمانة التي حملتنا إياها الأمة إلى مستحقيها في جغرافيتنا المعنوية بحقها. لقد كان ذلك نموذجاً لما سوف نشهده من تحمُّلِنا للأمانات وتنظيمنا للمشاريع في المستقبل. جعلنا الله عزوجل ممن يقومون بواجباتهم بحقها وعلى الوجه الصحيح.
ودَّعْنا عيداً آخر، ولكننا نعيشُ فرحة توزيع الأضاحي التي أودعتموها أمانة بين يدي إدَّف على إخواننا الذين لا تغيب البسمة من وجوههم رغم الفقر وكل الصعوبات التي يعانون منها، ونتلمسُ معاني قوله تعالى: لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ (سورة الحج الآية 37)، ونعيشُ فرحة الأطفال لدى دخول اللحم إلى بيوتهم مع صيحات "جاءت تركيا" تطن في آذاننا. لقد تحولت الأضاحي المذبوحة عيداً لإخواننا.
ذهب المكلفون من قبل إدَّف وبإشراف وحدة تنسيق الأضاحي الواجبة إلى 33 دولة في أفريقيا وآسيا والبلقان قبل شهرين من العيد، واشتروا الأضاحي بعناية كبيرة. ثم ذهب المكلفون قبل يومين من العيد إلى تلك المناطق للإشراف شخصياً على تنظيم العملية التي بدأت بعد أداء صلاة العيد بذبح الأضاحي وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية. وتم فحص اللحوم من قبل الأطباء البيطريين. مع استمرار ذبح الأضاحي، تم تقسيم اللحوم المذبوحة وتوزيعها على الآلاف من أصحاب الحاجة الحقيقين الذين تم تحديدهم مسبقاً في القرية التي جرى الذبح فيها. بعد الانتهاء من الذبح، تم ارسال رسالة قصيرة إلى أصحاب الأضاحي الكرام مفادها: "تم ذبح أضحيتك، يمكنك أن تسجد لله شكراً على ذلك، وتقبل الله طاعتكم".
من خلال عيد الأضحى، دخل اللحمُ إلى بيت الفقير، وبني جسرٌ للتواصل بين القلوب. تقبل الله أضحياتكم التي تبرعتم بها، وأسأل الله أن يوفقنا للوصول إلى إخواننا الذين ينتظروننا في العام المقبل أيضاً.
شكراً تركيا.
Diğer Haberler
TÜM HABERLERİ OKU